مؤخراً قرأت كتابين متقاطعين في نقطة من الفكر و متشابهين في المحتوى و هما كتاب التأثير المركب و كتاب سيكولوجية المال
نقطة التقاطع هي فحوى كتاب التأثير المركب فهو يركز على خلق عادات جديدة مع بدايات صغيرة إلى أن تصبح جزء لا يتجزأ من يومك دون أن تشعر بأنه شيء يثقل عليك أو يؤرقك و من الناحية الأخرى يساعدك الكتاب على التخلص من العادات السيئة باستبداها بتلك العادات الحميدة التي تسعى إليها و تتمناها.
و على غرار ذلك يشيد مؤلف كتاب سيكولوجية المال بالمستثمر الشهير وورن بافيت و الذي جمع و كون جل ثروته بعد عمر الستين و هو الشيء الذي لا يطيق الآخرون صبره.
جميعنا مررنا بمرحلة عنفوان الشباب و هي مرحلة نريد كل شيء فيها بأن يكون سريع و حسب ما خططنا له، لكننا لا نطيق صبراً فما إن نفشل في تحقيق مبتغانا يلجأ البعض منا لليأس و القنوط و المحاسبة الغليضة للنفس و كأنها نهاية العالم !
شخصياً مع بداية سن الثلاثين بدأت أشعر بالركود شيئاً فشيئاً و بدأت أرى نتاج ما صبرت عليه في العشرينات من عمري، كما آني استوضحت ما فاتني بسبب عجلتي في تحقيق المراد و يأسي من عدم استيفائه.
نعم بعض الفرص و أمور الحياة قد تأتي سريعة مباغتة و ذلك يتطلب اقتناصها، و لكنك أيضاً ستستشعر لذة ما صبرت على تحقيقه، كما يقول المثل "أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل".